سترايش- صعوبة التأقلم بعد فرايبورج ورحلة البحث عن الذات

يواجه كريستيان سترايش، المدرب الأسطوري لنادي فرايبورج الألماني، بعض الصعوبات في التكيف مع نمط حياة جديد بعد اعتزاله عالم كرة القدم الساحر، إذ أنهى مسيرته التدريبية المديدة التي امتدت لأكثر من عقدين من الزمن.
في مقابلة مع صحيفة «باديش تسايتونج» الألمانية اليومية، أفصح سترايش، البالغ من العمر 60 عامًا، عن أنه انطلق في رحلة بالدراجة مع أحد الأصدقاء في بداية الأمر، لكنه أشار إلى أنه «بعد ذلك، بدأت الحياة اليومية تأخذ مجراها، واختفت الجوانب النمطية المألوفة للعمل. وشعرت أحيانًا بالوحدة والانعزال، أو بفراغ كبير».
وأردف المدرب الخبير قائلًا إن حالته النفسية أصبحت «أكثر تعقيدًا وصعوبة»، موضحًا: «على مدار تلك السنوات الطويلة، كنت على دراية تامة بمكاني ودوري طوال أيام الأسبوع، من الإثنين إلى الأحد، وكان الروتين اليومي محددًا ومنظمًا بشكل مسبق، أما الآن، فالأمور تبدو مختلفة تمامًا».
ومع ذلك، فقد حظي بدعم كبير من أفراد عائلته وأصدقائه ومقربيه، حيث أشار قائلًا: «لقد عملنا سويًا على إدراك الفرص والإمكانات الجديدة المتاحة لنا، وعلى تطبيقها على أرض الواقع بشكل عملي».
تجدر الإشارة إلى أن سترايش انضم إلى نادي فرايبورج كلاعب في عام 1990، وتولى تدريب فريق الشباب، كما عمل مساعدًا للمدرب قبل أن يتحمل مسؤولية تدريب الفريق الأول لمدة تزيد عن 12 عامًا، وذلك بين عامي 2012 و 2024.
وعندما سُئل عن إمكانية عودته إلى عالم كرة القدم الاحترافية، صرح سترايش قائلًا: «في الوقت الحالي، أعمل على استكشاف أمور جديدة لم أعهدها من قبل، وأنا أستمتع بهذه التجربة. وأتطلع بشغف لمعرفة إلى أين ستقودني هذه الرحلة الشيقة».
منذ مغادرته نادي فرايبورج، نادرًا ما ظهر سترايش في الأماكن العامة، وبدلًا من ذلك، أصبح كثير السفر والترحال والانتقال من مكان إلى آخر.
ويحرص سترايش على متابعة مباريات فرايبورج بانتظام، ولكنه لم يعد يرتاد الملعب، ومع ذلك، لا يزال يشاهد مباريات الفريق باهتمام بالغ، موضحًا: «لأنني ما زلت أعرف غالبية اللاعبين جيدًا وأدرك تحركاتهم وتصرفاتهم. ولأن هذا النادي يحتل مكانة خاصة في قلبي».